عبدالله فرحان
الاثنين 10 ابريل 2023 الساعة 05:13
وفي تعز … 6 ملايين أسير .
عبدالله فرحان

{۞ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء : 70]

—-

 

 

—-

يبدو أن حقائب المتفاوضين تمضي اليوم دون عوائق، يخفي أسفل جبل الثلج فوق ما يظهر أعلاه، تنشغل نقاشات السياسية والأمن والاقتصاد والمجتمع في ‎#اليمن كثيراً حول ما يرشح من تسريبات ويتداول من أنباء وإشاعات، لكن هل تنشغل النقاشات بالمقابل بهموم اليمنيين وأمنهم واقتصادهم وحياتهم العامة.

في الزحام يتسائل الملايين في ‎#تعز، هل يحظون هم أنفسهم وغذائهم ودوائهم بذات يسر التنقل التي تتنقل به حقائب المتفاوضين؟ ، وهل هم على قوائم الحق في الحرية والحياة مثل بضع مئات من الأسرى اليمنيين والسعوديين تم الاتفاق على إطلاقهم؟ 

ليس أعقد من دهاليز الطرق والمعابر - ووعورتها وانحناءاتها التي تخنق تعز بعضها بعضا ومن ورائها ملايين اليمنيين - إلا دهاليز الحرب وأروان السياسة التي اختلفت في كل شيء وتشاركت خنق اليمنيين وتعميق مآسيهم. 

تاريخ طويل من المعاناة يغذي يأس أبناء محافظة محاصرة وهي التي كانت جسر عبور على امتداد خارطة اليمن وإنسانه، ومع انقطاع الماء والكهرباء والخدمات وحق المرور والوصول للحياة بقيت أواصر القربى وأحلام اليمنيين شاهدة على حقهم في الحياة. 

المعاناة التي ابتكرت الحرب تشعب تفاصيلها وشراستها كانت ولا زالت - بذاتها - ما يوحد اليمنيين - وأبناء تعز منهم - وهم اليوم يتقاسمون معاً الحصار والظلم ويتوحدون حول رجاء استعادة أبسط حقوق الحياة والإنسانية

تثبت التجارب والأيام أن لا ضامن حقيقي لأي استقرار سياسي وأمني إلا باستقرار اجتماعي واقتصادي، وليس على من ينشدون السلام أو يطلبونه او يتفاوضون حوله إلا إدراك هذه الحتمية. 

بالمقابل فقد حان الوقت لأن يظهر صوتا من معاناة الناس وهموهم، فكما أن هناك من عليه ان يستمع، فهناك أيضا من عليه أن يتحدث، حديثا عن الناس هذه المرة، فليس من حق أيٍ كان أن يخطف من اليمنيين أقدامهم ويغتال خطواتهم .